احتفال الكنيسة بعيد استشهاد يوحنا المعمدان تعرف عليه..تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، الخميس، الموافق الثاني من شهر توت وفقًا للتقويم القبطي، بذكرى استشهاد القديس “يوحنا المعمدان”.
**القديس يوحنا المعمدان**
وفقًا للسنكسار، الذي يسجل سير الآباء القديسين والشهداء، استشهد القديس العظيم يوحنا المعمدان، ابن زكريا الكاهن، في عام 31 ميلادي على يد هيرودس أنتيباس. وقد حدث ذلك لأن يوحنا وبّخ هيرودس بسبب زواجه من هيروديا، زوجة أخيه فيلبس، بينما كان زوجها لا يزال على قيد الحياة. وقد شعرت هيروديا بالحنق تجاهه وأرادت قتله، لكنها لم تتمكن من ذلك، لأن هيرودس كان يخاف من يوحنا، عالمًا أنه رجل بار وقديس، وكان يحميه. وكان هيرودس يستمع إليه كثيرًا ويستمتع بكلامه. وفي يوم من الأيام، خلال احتفاله بعيد ميلاده، أقام هيرودس عشاءً لعظمائه وقادة الألوف ووجهاء الجليل، حيث دخلت ابنة هيروديا ورقصت، مما أسعد هيرودس والمتواجدين معه. فقال الملك للفتاة: “اطلبي مني ما تشائين، وسأعطيك.”
**رأس يوحنا المعمدان**
أقسم الملك للفتاة أنه سيحقق لها أي طلب تريده، حتى لو كان نصف مملكته. خرجت الفتاة وسألت والدتها عما يجب أن تطلبه، فأجابتها بأن تطلب رأس يوحنا . عادت الفتاة بسرعة إلى الملك وطلبت منه أن يمنحها رأس يوحنا المعمدان على طبق. شعر الملك بالحزن الشديد، لكنه لم يرغب في خذلانها بسبب قسمه والضيوف الحاضرين. لذا، أمر الملك فورًا بإحضار سياف، وأعطاه التعليمات بقطع رأس يوحنا. ذهب السياف إلى السجن، وقطع رأسه، ثم أحضر الرأس على طبق وقدمه للفتاة، التي بدورها أعطته لوالدتها. وعندما سمع تلاميذ يوحنا بذلك، جاءوا وأخذوا جسده ووضعوه في قبر. أما الرأس المقدس، فقد طار في الهواء وهو يصرخ قائلاً: “لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك”.
دور يوحنا المعمدان في التاريخ الديني
كان ليوحنا المعمدان دورٌ بارزٌ في التاريخ الديني. فقد قال يسوع عنه: “لا أحد بين الذين وُلِدوا من النساء أعظم من يوحنا المعمدان، لكن الأصغر في مملكة السموات أعظم منه.” وهذا يدل على أن يوحنا لم يكن مجرد نبي، بل كان أيضًا “الرسول” الذي تم التنبؤ به. لذا، لا يُعتبر أي من خدام الله الذين سبقوه أعظم منه. كما تشير كلمات يسوع إلى أن يوحنا لن يكون ملكًا في مملكة الله السماوية، حيث توفي هذا النبي الأمين قبل أن يفتح المسيح الطريق إلى السماء. ومع ذلك، سيعيش يوحنا على الأرض تحت حكم مملكة الله، وستتاح له الفرصة للعيش في الفردوس إلى الأبد.
كان يوحنا شخصية فريدة، حيث تنبأ الكتاب المقدس عن مهمته. وهو الذي قام بتعميد السيد المسيح في نهر الأردن. وتذكر الأناجيل أن الروح القدس نزل من السماء على شكل حمامة، وسمع صوت من السماء يقول: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”.
