أخبار عاجلة

مستحقات أداني الهندية تدفع بنغلاديش لإعادة النظر في صفقات الطاقة

مستحقات أداني الهندية تدفع بنغلاديش لإعادة النظر في صفقات الطاقة
مستحقات أداني الهندية تدفع بنغلاديش لإعادة النظر في صفقات الطاقة

تتجه الأنظار إلى حكومة بنغلاديش المؤقتة وسياسة تعاملها مع ملفات الطاقة، خاصة أنها تسلّمت الحكم في ظل مدة حرجة تمرّ بالدولة الآسيوية، بعدما تركت رئيسة الحكومة السابقة الشيخة حسينة منصبها، وغادرت البلاد في ظل احتجاجات طلابية قوية.

ويبدو أن هناك اتجاهًا لما يشبه "قلب الطاولة" تقرره حكومة دكا الحالية بقيادة محمد يونس، إذ تعتزم إعادة النظر في صفقات الطاقة -وخاصة صفقات الكهرباء-، بعدما أوقعتها مجموعة أداني الهندية في حرج.

ووفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، طالبت مجموعة أداني الهندية حكومة يونس بالوفاء بالالتزامات المالية المتفق عليها مع الحكومة السابقة، إذ تفاقمت حدّة الديون والرسوم لما يقارب 500 مليون دولار حتى الآن.

ويبدو أن الحكومة البنغلاديشية الجديدة تنظر إلى اتفاقيات مشروعات الكهرباء مع الصين أيضًا بتشكك، وشددت على ضرورة مراعاة التكلفة المنخفضة، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لملف الطاقة البنغالي.

مستحقات أداني الهندية لدى بنغلاديش

قُدِّرت مستحقات بنغلاديش المتأخرة لصالح مجموعة أداني الهندية بنحو 492 مليون دولار كان يُفترض سدادها مؤخرًا، من أصل 800 مليون دولار إجمالي الالتزامات بينهما.

وأطلقت المجموعة الهندية جرس إنذار للحكومة البنغلاديشية المؤقتة، مشيرةً إلى أن استمرار تراكم المستحقات بات أمرًا غير محتمل، ولا يمكن استمرار العمل بهذه الوتيرة.

وأُقرّت هذه الرسوم حسب اتفاق بين المجموعة وحكومة الشيخة حسينة واجد السابقة، مقابل توريد إمدادات كهرباء من محطة توليد الكهرباء بالفحم في الهند "غودا" بقدرة 1600 ميغاواط.

لقاء يجمع رئيسة الوزراء البنغلاديشية السابقة ورئيس مجموعة أداني الهندية
لقاء يجمع رئيسة الوزراء البنغلاديشية السابقة ورئيس مجموعة أداني الهندية - الصورة من The Statement

ولحقت انتقادات عدّة بالاتفاق منذ توقيعه عام 2015 -على هامش زيارة رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" إلى دكا-، حتى دخوله حيز التشغيل بقدرته القصوى العام الماضي 2023.

وبرّر النشطاء رفضهم بالتكلفة المرتفعة المتفق عليها لاستيراد الكهرباء من الهند، ومقابل ذلك، دافعت المجموعة الهندية عن الأسعار التنافسية لإمداداتها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم عدم السداد أو طرح خطة لجدولة الديون حتى الآن، فإن شركة أداني باور (Adani Power) -إحدى أذرع مجموعة أداني الهندية- تواصل التزامات التوريد وسداد مستحقات المقرضين والمورّدين.

وتعهدت المجموعة الهندية -التي واجهت العام الماضي اتهامات من مجموعة "هيندنبورغ الأميركية للأبحاث بالخداع والتلاعب- بمواصلة تزويد دكا بإمدادات الكهرباء من محطة "غودا"، بحسب ما نقله موقع فايننشال تايمز (Financial Times) عنها.

ورطة الحكومة المؤقتة

يبدو أن الإرث الذي تحمله الحكومة البنغلاديشية المؤقتة على عاتقها ثقيل، إذ تواجه معضلتين تتمثلان في: معالجة أزمة الغاز وسداد الالتزامات المتأخرة في قطاع الكهرباء.

وقد تنعكس التوترات السياسية سلبًا على قطاع الطاقة في البلاد، إذ كانت حكومة الشيخة حسينة مقرّبة من الهند، قبل الإطاحة بها.

ولا يقتصر الأمر على مجرد خلاف بين الحكومتين السابقة والمؤقتة، لكنه يعدّ ورطة حقيقية في ظل توقيع حكومة الشيخة حسينة صفقات بنية تحتية تكبّد الحكومة التزامات مالية ضخمة.

وتُقدَّر التزامات دكا الإجمالية في قطاع الكهرباء بنحو 3.7 مليار دولار، حسب رصد وزير الطاقة البنغلاديشي محمد فوز الكبير خان حتى منتصف الأسبوع الماضي، ما أضاف على الحكومة المؤقتة المزيد من الأعباء المالية والملفات الحيوية.

ودفع ذلك باتجاه اللجوء للاقتراض من البنك الدولي، بعدما واجهت حكومة الشيخة حسينة نقص الطاقة (الغاز والكهرباء) باتفاقيات وعطاءات مغلّفة بتهم "الفساد".

وأدت هذه التداعيات إلى قرار مفاجئ من الحكومة المؤقتة، بإعادة فحص اتفاقيات وصفقات الطاقة التي أبرمتها الحكومة السابقة، وتشكيل لجنة لمباشرة هذه الأعمال.

ومن المقرر أيضًا إعادة تقييم العطاءات المقدّمة مسبقًا، ما يعدّ ردًا غير مباشر على المطالبة الهندية بسداد المستحقات الباهظة لتوريد الكهرباء.

خطوط كهرباء
خطوط كهرباء - الصورة من Somoy News

ما علاقة الصين؟

تحمل المناوشات حول صفقات الكهرباء والطاقة بين بنغلاديش والهند أبعادًا أخرى، بعد الإطاحة بحكومة الشيخة حسينة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وعدّلت نيودلهي بعض قوانينها بعد الاحتجاجات التي ضربت دكا، وأسفرت عن تغيير الحكومة، وفتحت الهند المجال أمام بيع الكهرباء في السوق المحلية.

وبذلك يمكن لمجموعة أداني أن تؤمّن عملاء جددًا لكهرباء محطة "غودا"، رغم إبداء المجموعة تمسُّكها باستمرار اتفاق التوريد إلى جارتها الآسيوية، خاصة أن إمدادات المحطة ما زالت غير متصلة بالشبكة المحلية.

وعلى الجانب الآخر، أمسكت دكا العصا من منتصفها، بمحاولة جذب اهتمام الصين وتأكيد "ضرورة معقولية التكلفة" للصفقات بين الجانبين.

ونقل وزير الطاقة البنغلاديشي "فوز الكبير خان" هذا التأكيد إلى سفير الصين في البلاد، بالتوازي مع إخضاع الحكومة المؤقتة رئيس مجموعة إس علام (S. Alam) المحلية للتحقيق بتهم "غسل الأموال".

وجاء ذلك على خلفية دعم بنك التصدير والاستيراد الصيني مشروع تطوير محطة كهرباء بانشخالي (Banshkhali)، وتولّي المجموعة البنغلاديشية عملية البناء.

وتهدف الحكومة المؤقتة من هذه الإجراءات تأكيد كون الخدمات المقدمة من الشركات والجهات الخارجية مقابل مدفوعات، ما يتيح لدكا الجمع بين معادلة "السعر المناسب والجودة المضمونة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق خاص.. كولر يستقر على تشكيل الأهلي لمواجهة جورماهيا الكيني
التالى بعد قليل.. أولى جلسات استئناف المتهم بقتل نجله في المقطم