أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الشهداء في الضفة الغربية والقدس إلى 703 شهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، في استمرارٍ للعنف المتصاعد الذي يستهدف المدنيين الفلسطينيين. ووفقًا للبيان الصادر اليوم الخميس، تضمنت هذه الأرقام المؤلمة استشهاد 159 طفلًا و10 نساء و9 مسنين، إلى جانب 5700 مصاب جراء هجمات الاحتلال على المناطق الفلسطينية.
الأطفال والنساء في دائرة العنف
يبرز من الأرقام أن الأطفال يشكلون نسبة كبيرة من الشهداء، وهو ما يعكس عمق الأزمة الإنسانية التي يمر بها الفلسطينيون في الضفة الغربية. تواصل قوات الاحتلال استهداف الأحياء السكنية والمناطق المدنية، مما يزيد من معاناة الأسر الفلسطينية التي تعيش تحت القصف، ويعمق الأزمة الإنسانية في المنطقة. وقد شهدت الضفة الغربية حملة مكثفة من الاعتقالات والاقتحامات، مع تزايد حدة العنف في مختلف المدن والبلدات الفلسطينية.
غزة: أرقام مروعة وسط دمار شامل
بينما يعاني سكان الضفة الغربية من العنف المستمر، لم يكن الوضع في قطاع غزة أفضل حالًا. منذ السابع من أكتوبر، تسبب العدوان الإسرائيلي في مقتل 41,118 فلسطينيًا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة أكثر من 95,125 شخصًا بجروح متفاوتة. هذا العدوان دمر البنية التحتية بالكامل تقريبًا، وأدى إلى انهيار المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس، بينما تواجه فرق الإنقاذ تحديات ضخمة في الوصول إلى الجرحى بسبب القصف المستمر ووجود آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
الصعوبات التي تواجه فرق الإنقاذ
تتعرض فرق الإنقاذ لظروف قاسية في محاولاتها المستمرة لانتشال الجرحى والقتلى من تحت الأنقاض في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. ما زالت هناك صعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق المتضررة بسبب تواصل الغارات الجوية الإسرائيلية وتدمير البنية التحتية الأساسية. تواجه الفرق نقصًا في المعدات الطبية وإمدادات الإغاثة، وهو ما يعقد مهامها في تقديم المساعدات الإنسانية والإنقاذ. هذا النقص الحاد في المعدات والإمدادات يضع ضغطًا كبيرًا على العاملين في القطاع الصحي، الذين يعملون في ظل ظروف قاسية للغاية.
الاستجابة الدولية والدعوات لوقف العنف
في ظل هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، دعت العديد من المنظمات الدولية إلى ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على الفور وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات. كما طالبت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بفتح تحقيقات في الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين، بما في ذلك الاستهداف المباشر للأطفال والنساء. على الرغم من هذه الدعوات، يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عملياته العسكرية دون اكتراث بالنداءات الدولية.
أزمة إنسانية في تصاعد مستمر
تشير هذه الأرقام المروعة إلى أن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يواجهون واحدة من أصعب الفترات في تاريخهم الحديث. العنف المتواصل يفاقم من الأوضاع الإنسانية المتدهورة بالفعل في هذه المناطق. فالأطفال الذين يُفترض أن يكونوا في المدارس أصبحوا هدفًا للغارات الجوية، والنساء اللاتي يجب أن يحظين بالحماية أصبحن ضحايا للعنف العسكري المتصاعد.
