أخبار عاجلة
"اليونيفيل" تدعو الى خفض التصعيد في لبنان -

ياسر حمدي يكتب: أيها المجاهدون.. أين أنتم من حرب الإبادة في غزة!!؟

ياسر حمدي يكتب: أيها المجاهدون.. أين أنتم من حرب الإبادة في غزة!!؟
ياسر حمدي يكتب: أيها المجاهدون.. أين أنتم من حرب الإبادة في غزة!!؟

المقاومة الفلسطينية نفذت عملية طوفان الأقصى، وهى بطولة خارقة في ٧ أكتوبر الماضي، وحركت بها المياه الراكدة، ومرغت كرامة إسرائيل في الوحل ونسفت نظرية الردع، واليمين المتطرف في حكومة الإحتلال استغل هذه العملية وقتل أكثر من ٤٠ ألفًا حتى الآن، وأصاب أكثر من ٩٣ ألفًا وشرد نحو ٢ مليون فلسطيني وحولهم إلى نازحين، ودمر أكثر من ٩٠٪ من بيوت ومنشآت ومؤسسات غزة، والأخطر أنه حول القطاع إلى مكان غير صالح للحياة.
ومنذ حرب الإبادة الجماعية في غزة وعلى مدار ١١ شهر 
والفلسطينيين لم‭ ‬يحزنهم‭ ‬فقد‭ ‬منازلهم‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يميتهم‭ ‬كل‭ ‬ثانية‭ ‬شعور‭ ‬الألم‭ ‬والحزن‭ ‬لفقدهم‭ ‬أعز‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬يعيشون‭ ‬من‭ ‬أجلهم،‭ ‬ففي‭ ‬طرقات‭ ‬فلسطين‭ ‬رائحة‭ ‬الدم‭ ‬تتطايرها‭ ‬الرياح،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬شبر‭ ‬طفل‭ ‬قُتل،‭ ‬وامرأة‭ ‬ثكلى،‭ ‬وزوج‭ ‬فاقد‭ ‬لأسرته،‭ ‬وأولاد‭ ‬بلا‭ ‬أمهات،‭ ‬ونساء‭ ‬بلا‭ ‬أزواج،‭ ‬بل‭ ‬وعائلات‭ ‬كاملة‭ ‬لم‭ ‬يبقى‭ ‬من‭ ‬يُبكيها، وما يحدث في قطاع غزة من قصف وحصار هو جريمة حرب لن تغتفر.
هذه القضية تشغل الرأي العام المصري، والقيادة السياسية المصرية تعتبرها «أهم القضايا» وتعطي لها أهمية قصوى، والأهم أنها دائمًا ما تكون مسار حديث كل المصريين في جميع المحافل والمناسبات، في المنازل والطرقات، في دور العبادة وأثناء السفر وحتى في المتنزهات دائمًا ما تجد القضية الفلسطينية برمتها حاضرة ومسيطرة على نقاشات وآراء الشعب المصري بمختلف فئاته، حتى وصل الأمر بهم أنهم يتحدثون عنها ويتناقشون فيها وهم مجتمعون لإتمام عرس أو تشييع جنازة.
لكن وعلى ما يبدوا أن هذه الحرب لم تشغل بال المجاهدين من أنصار جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية المسلحة في الوطن العربي وجميع الدول الإسلامية!! والغريب أن كتائب الذباب الإلكتروني من أنصار هذه الجماعات المتطرفة واتباعهم المأجورين والمدعومين من الخارج دائمًا ما تجدهم ليل نهار يطالبون مصر وحدها دون غيرها بشن حرب ضد جيش الإحتلال بسبب ما يحدث في غزة! ويسعوا بشتى الطرق إلى الاستفادة من هذه الحرب لتوريط الجيش المصري في حرب مع حكومة الإحتلال، وإحداث وقيعة وفتنة بين الشعب المصري والجيش، والسؤال أين المجاهدين من هذه الحرب!!.. ولماذا لم يشدوا الرحال ويجاهدون في غزة!؟.
الحقيقة هذا السؤال في غاية الأهمية أين المجاهدون من الدواعش، ومن جبهة النصرة، والقاعدة، وطالبان، وجيش محمد، وحزب الله، وهيئة تحرير الشام، وأجناد الشام، وأنصار الشريعة، وجماعة أنصار الفرقان، وحركة الجهاد الإسلامي، وبوكو حرام، والجهادية الإسلامية، والإخوان المسلمين، والأهم الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والنصارى، أين كل هؤلاء من حرب الإبادة ومسلسل القضاء على غزة وتهجير واستبعاد إخوانهم المسلمين الموحدين؟ أليست هذه هى الحرب المقدسة، وساحتها ساحة الجهاد الحق، وهى الأولى دون غيرها بالنصر أو الشهادة؟.
أليس هؤلاء اليهود هم أعداء الأمس واليوم، اغتصبوا المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومسرى النبي صل الله عليه وسلم؟ ألا من شد الرحال إلى غزة المهيضة القتيلة؟ أو ليس الجهاد قد شُرع لهؤلاء، ورُسمت خيوطه وفصوله للمغتصب القاتل؟ أو أنهم لم يقاتلوا في سبيل الله كما يدعون! أو أن القتال في عرفهم المزيف وشريعتهم البطالة لن يكون الا من اجل مصالحهم السياسية وخدمة مصالح الدول الداعمة لهم والراعية لأفكارهم المتطرفة؟ أو أن الجهاد من وجهة نظرهم الخبيثة هو هدم بلادنا وقتل أبنائنا فقط؟ أو أن القتال عندهم لمن يدفع لهم!؟.
أين هؤلاء المجاهدون الذين يقتلون أبناء بلدانهم بدم بارد ويهللون فوق رؤوسهم بذكر الله، والله منهم براء! أين المجاهدون ينطلقون إلى ميادين القتال في غزة تحت نداء ونشيد الصوارم «صليل الصوارم نشيد الأباة، ودرب القتال طريق الحياة، فبين اقتحام يبيد الطغاة وكاتم صوت جميل صداه»، أليس هذا الجهاد الحق! ألم يكن قتال اليهود وتحرير المسجد الأقصى ومنع إبادة أهل غزة أولى بالجهاد وشد الرحال إليه!؟.


أين درب القتال أيها الأشاوس المغاوير إن لم يكن هذا الدرب دربه؟ وأين أرض الجهاد إن لم تكن هذه الأرض المغتصبة أرضه؟ ومتى يبدأ الجهاد إن لم يكن المغتصب قد أهلك وأباد وأفنى وأذل؟ أين يا تُرى يتمترس هؤلاء الأباة القاعدون الجالسون المتكاسلون عن نصرة إخوانهم في الدين من هذه الإبادة الجماعية وهذا التهجير القسري؟ فمتى يا تُرى تقتحمون قلوع الطغاة وقد قتلوا الآلاف وهدموا الديار، وأبادوا شعبًا بأكمله!؟.
ألم يحلسوا أهل غزة تحت مرمى نيرانهم، ودمروا البنية التحتية تدميرًا كاملًا يشل حركة الحياة شللًا تامًا، تمهيدًا لتهجير شعب بأكمله واقتلاعه من جذوره؟ فليس بعد هذه الجريمة جريمة تعلو عليها، وليس بعد هذا الدمار دمار يصل إلى سقفه، حتى لا تعلن هذه الجماعات ساعة الصفر أو حتى تخرج من جحورها، إلا إذا كان لهؤلاء المجاهدين ساعة أخرى توجه مدافعها إلى العزل من السلاح من أبناء الأوطان، وليس لهم بوصلة صادقة وأمينة وشريفة تحدد من هو العدو ومن هو الأخ القريب، أو كما قال الشاعر: «أسد عليِّ وفي الحروب نعامة».
أين مشايخ الجهاد والنضال، وأين صراخهم وعويلهم وبكاؤهم على امتهان كرامة المسلمين وضياع حقوق منتسبيها؟ أين حماة الدين والأماكن المقدسة؟ أين مشايخ المجاهدين المغاوير أمثال يعقوب والحويني وغيرهم من أشاوس الجهاد في الغرف المغلقة؟ أين ياسر برهامي وكتابه «فقه الجهاد» نبراس الجماعات الجهادية ودليلها، الذي يُحرض فيه المسلم على قتال الكفر والكافرين أينما حلوا وسكنوا حتى لو لم يبدأوه بقتال؟.
يا شيخ برهامي «لا فُض فوك، ولا كشف الله لنا مخبأك»، لقد بدأونا بالقتل والقتال وأبادوا شعبًا أعزل وشردوه واقتلعوه من دياره، ومازال تلاميذك جلوسًا في درس الجهاد الذي لم ينفض بعد.. أين الملايين التي كانت تنادي «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، فإن لم تكن الملايين مازالت في طور الإعداد فليرسلوا من صفوفهم ألفًا أو ألفين ذرًا للرماد في العيون!!، أم أن عيونكم قد أصابها العمى فلم تعد ناظرة!؟.
أيها السادة الأفاضل سأبوح لكم بالسر، وأكشف لكم حقيقة هذا التقاعد وهذا الخذلان، ولماذا لا يرد هؤلاء على هذا العدوان الغاشم على أشقائهم وإخوانهم في الدين؟ الحقيقة المُرة، وابلعوها على مهل، ليس في هذا الجهاد غنم، وليس فيه أسلاب وغنائم وسبايا، هي حرب «ناشفة» قاحلة جرداء، ولن يدفع أحد فيها الثمن والمقابل، حرب بلا قبض أو صرف، فيها الشهادة والموت فقط دون أموال، ذهاب بلا عودة، ألا تعلمون أن المجاهد في أفغانستان كان يتقاضى راتبًا شهريًا يبدأ من ألف وخمسمائة دولار، وله نسبة من الأسلاب؟ ألا تعلمون أن داعش كانت تصرف مرتبات للمجاهدين شهريًا تصل إلى ألفي دولار؟ وقد التحق بهم باحثون عن الوظيفة والعمل والراتب، وليس للجهاد، ألا تعلمون أن هذا الحافز كان وراء كل الغزوات والفتوحات منذ الأوائل حتى الآن، ولو كان غير ذلك ما كنا فيما نحن فيه الآن!.
وأخيرًا: راجعوا التاريخ جيدًا واقرأوه، فما كان بالأمس القريب والبعيد هو نفسه ما بين أيدينا الآن، ولو كشف الستار عن المليارات التي سرقها المجاهدون من القائمين على الرواتب ومن تجارة الآثار والأعضاء البشرية والأطفال منهم، لعلمتم جيدًا حقيقة هذا الجهاد المزيف، الذي لن يخرج من خريطته هذه كي يحارب إسرائيل لا اليوم ولا غدًا، حتى لو أزاحوا أرض فلسطين وأبادوا شعبها بالكامل!!.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رئيس جامعة المنوفية والمحافظ يتفقدان العيادات الخارجية ومستشفى الطوارئ
التالى وزارة البيئة تشارك فى إطلاق المرحلة الأولى من مبادرة ”الجذور الخضراء” GreenRoots