شهدت مدينتا تل أبيب والقدس اليوم الأحد مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف الإسرائيليين، خصوصًا أهالي الأسرى، للمطالبة بعقد صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس بشكل فوري. وتأتي هذه التظاهرات وسط تصاعد الغضب الشعبي بسبب استمرار احتجاز أبنائهم لدى الحركة الفلسطينية في قطاع غزة، مع عدم وجود حلول تلوح في الأفق من قبل الحكومة الإسرائيلية. الشوارع امتلأت بالهتافات الغاضبة، حيث قام المتظاهرون بإغلاق شوارع رئيسية، مثل شارع أيالون جنوب تل أبيب، وأضرموا النيران في إطارات السيارات، في خطوة تعكس حجم الغضب الشعبي.
قمع الشرطة للمتظاهرين يزيد من تعقيد المشهد السياسي في إسرائيل
على الرغم من أن المظاهرات بدأت بشكل سلمي، إلا أن الأمور سرعان ما تطورت إلى اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة الإسرائيلية، خاصة في مدينة القدس حيث حاول المتظاهرون الاقتراب من مقر الحكومة الإسرائيلية. تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر استخدام الشرطة للقوة في قمع المتظاهرين، ما أثار ردود فعل غاضبة على مستوى واسع. تشير هذه التطورات إلى أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو تواجه تحديات متزايدة من الداخل، بالإضافة إلى الضغوط الخارجية المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
عائلة الأسير كارميل غات تتحدى نتنياهو وترفض استغلال قضيته
وفي خطوة تُعد ضربة قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفضت عائلة الأسير الإسرائيلي كارميل غات تلقي اتصال هاتفي من نتنياهو، كان من المفترض أن يقدم فيه اعتذاره لهم. العائلة أكدت في بيان صحفي أن "نتنياهو يحاول استغلال قضيته لتبرير المزيد من العنف وإراقة الدماء، ولن نسمح له بذلك". يُذكر أن عائلتين من أصل ست عائلات فقدت أبنائها في الأسر رفضتا أيضًا تلقي اتصالات من رئيس الوزراء، ما يعكس حجم الاستياء الشعبي من الحكومة الحالية.
بيني غانتس ينضم إلى الاحتجاجات بعد العثور على جثث الأسرى الإسرائيليين
في تطور آخر يزيد من تعقيد الوضع السياسي في إسرائيل، انضم رئيس "معسكر الدولة" والوزير السابق في مجلس الحرب، بيني غانتس، إلى الاحتجاجات التي شهدتها شوارع القدس. وتأتي مشاركته بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي عن العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين في غزة، ما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا ودفع بالمزيد من الشخصيات السياسية للانضمام إلى الحراك الشعبي. يعتبر غانتس من الشخصيات البارزة التي يمكن أن تؤثر في سير الأحداث السياسية، خاصة في ظل حالة الاحتقان التي تعيشها إسرائيل.
تصريحات رئيس الموساد تكشف تعقيدات جديدة في ملف التبادل مع حماس
في سياق متصل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس "الموساد" دافيد برنياع تصريحات لافتة تتعلق بالوضع الراهن، حيث أشار إلى أن "الخلاف بشأن عودة أهالي غزة إلى شمالي القطاع أكثر تعقيدًا من قضية محور فيلادلفيا". وأضاف برنياع أنه يرى ضرورة الانسحاب من فيلادلفيا ونتساريم كخطوة لتسهيل صفقة تبادل الأسرى، مؤكدًا أن هذين المحورين ليسا ذو أهمية عملية بالمقارنة مع ضرورة استعادة الأسرى الإسرائيليين. تأتي هذه التصريحات في ظل ضغوط متزايدة على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حلول دبلوماسية سريعة وفعالة.
إلغاء جلسة الحكومة الإسرائيلية وتصاعد الضغوط على نتنياهو
نتيجة لتصاعد الأوضاع وتدهورها، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن إلغاء جلسة الحكومة الأسبوعية التي كانت مقررة اليوم. يأتي هذا القرار بعد أن صرح عدد من الوزراء بنيتهم المطالبة بمراجعة قضية "محور فيلادلفيا" بهدف الوصول إلى حل يعيد الأسرى الإسرائيليين. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن مسؤولًا كبيرًا في الحكومة وصف تصرفات نتنياهو بأنها "وحشية"، مشيرًا إلى أن "يداه ملطختان بالدماء". يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدًا من الضغوط على نتنياهو وحكومته، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي واستمرار الاحتجاجات.
