قُدَّر حجم السوق العالمي لشركات السيارات الكهربائية بما قيمته 392.4 مليار دولار عالميّاً في العام الماضي. وتُعتبر الصين من أكبر الأسواق العالمية في إنتاج السيارات الكهربائية بإنتاج حوالي 7.1 ملايين مركبة في عام 2022. كما تُعتبر من أكثر المناطق نموّاً في استخدام وامتلاك السيارة الكهربائية، بنسبة نمو 16% من عام 2021. ومن المتوقع أن تنمو إيرادات السيارات الكهربائية في الصين في الأعوام القادمة (2023- 2028) بنسبة 6.3% سنويّاً؛ حيث أطلقت الحكومة الصينية برامج لتحفيز هذا القطاع محليّاً، لكن تبدو نظرة القطاع قاتمة في بأوروبا لأن بعض الحكومات الأوروبية أوقفت بعض برامج التحفيز لتملك السيارات الكهربائية، ومن أشهرها برنامج “مكافأة البيئة” التي تمنح خصماً قد يصل إلى آلاف اليوروات عند شراء سيارات كهربائية، وذلك منذ بدء العمل بالخطة قبل سبع سنوات. ألمانيا من الدول التي أوقفت دعم برنامج مكافأة البيئة كجزء من خطة التقشف التي اضطرت الحكومة إلى تبنيها بسبب زيادة الإنفاق العسكري. وقد أدى ذلك إلى انخفاض حاد في مبيعات السيارات الكهربائية الجديدة في ألمانيا بنسبة 48% حسب تصريح اتحاد مصنعي السيارات الأوروبي. وقد انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا بشكل عام بنسبة 17%.
ومن تحديات السيارات الكهربائية: بطاريات الشحن التي يدخل في إنتاجها مادة الليثيوم؛ حيث يصعب الوصول إلى مصادرها من مصنعي السيارات الكهربائية مع ارتفاع ثمنها. ورغم أن تقنيات تصنيع البطاريات تتطور مع الوقت، فمن الصعب القيادة لمسافات طويلة باستخدام السيارات الكهربائية بسبب احتياج البطارية لإعادة الشحن؛ مما يعني أنها أكثر ملاءمة للاستخدام في المدن وفي الرحلات المحلية القصيرة، خاصة مع عدم وجود محطات كثيرة للشحن السريع في الطرقات وبين المدن. وتعاني كثير من شركات السيارات الكهربائية من خسائر كبيرة وعدم الوصول إلى نقطة العادل حتى. وبعضها بدأ شرع في طلب الإفلاس مثل شركة “فيسكر “Fisker” بسبب نفاد السيولة النقدية من الشركة لتراجع المبيعات وزيادة المنافسة بين المُصنعين. واضطرت بعض الشركات إلى زيادة رؤوس أموالها من أجل تغطية خسائر التصنيع، مثل شركة نيو الصينية ولوسيد الأمريكية بسبب تكاليف إنتاج السيارات الكهربائية. ومن الصعوبات الأساسية للسيارات الكهربائية تأثّرها بالحرارة أو برودة الجو، وهو ما يؤثر على المسافات التي تقطعها السيارة؛ لذلك تحتاج السيارات الكهربائية إلى استثمار كبير في البنية التحتية للدول من أجل تجهيزها للسيارات، مثل بناء محطات شحن السيارات وغيرها. لكن بعض الشراكات بين شركات السيارات التقليدية وشركات السيارات الكهربائية مثل شراكة مجموعة فولكس فاجن مع شركة ريفيان الكهربائية بهدف تطوير تقنيات السيارات وشراكة شركة استون مارتن مع شركة لوسيد وغيرها من الشراكات، من أجل تسريع عمليات تطوير تقنيات السيارات الكهربائية ودعم الابتكار فيها.
وبالمجمل، يُعتبر قطاع السيارات الكهربائية واعداً لكنه يواجه تحديات كبيرة في استدامة الصناعة، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وزيادة حدة التنافس بين الشركات المصنعة. فمثلاً: سجّلت الصين نموّاً في مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة %35 من 2023 بفضل برامج التحفيز الحكومية الصينية. وبالمقابل هناك تباطؤ في الولايات المتحدة، وقد سجلت نموّاً بنسبة 5.9% مقارنة بنموها سنة 2022، وهي النسبة التي تشكل حوالي 7.6% من إجمالي مبيعات السارات الكهربائية في الولايات المتحدة سنة 2023.
