أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، التزام الحكومة السودانية بإنهاء معاناة الشعب السوداني من خلال العمل الجاد على إنهاء الصراع الدائر في البلاد، مشددًا على انفتاح السودان على كافة الجهود الدولية التي تسعى لحل الأزمة. جاء ذلك في بيان صادر عن البرهان ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي عبر عن قلقه العميق حيال التكلفة البشرية الكبيرة للصراع السوداني.
الترحيب بالدعم الدولي
في بيانه، أعرب البرهان عن تقديره لاهتمام الولايات المتحدة والجهود الدولية المبذولة في دعم الشعب السوداني. وأشار إلى أن التزام الحكومة السودانية لا يتوقف عند إنهاء العنف، بل يمتد إلى إيجاد حل شامل ومستدام للصراع يعالج جذور المشكلة ويحقق الوحدة الوطنية والمصالحة بين جميع الأطراف. وأكد البرهان على أهمية العمل مع الشركاء الدوليين للتوصل إلى حل سلمي يمكن السودان من العودة إلى مسار الاستقرار السياسي والديمقراطي.
تداعيات الصراع الدائر
أوضح البرهان أن الصراع الحالي جلب معاناة لا توصف للشعب السوداني، حيث خلف الآلاف من القتلى والجرحى وشرد الملايين. وأضاف أن الهجمات المنهجية التي تشنها ميليشيا قوات الدعم السريع على مناطق مختلفة في البلاد، بما في ذلك مدينة الفاشر، أسفرت عن كوارث إنسانية وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية. وأكد أن القوات المسلحة السودانية تلتزم بمبادئ القانون الإنساني الدولي وأعراف الحرب، مع التركيز على حماية المدنيين والحفاظ على التراث الثقافي للسودان.
تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي
رحب البرهان بتصريحات الرئيس بايدن، مؤكدًا استعداد الحكومة السودانية لتعميق النقاشات مع المسؤولين الأمريكيين خلال مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل. واعتبر أن تلك اللقاءات ستكون فرصة لتعزيز التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة التحديات التي يمر بها السودان، والسعي نحو وضع حد نهائي للصراع المستمر.
وأضاف البرهان أن الحكومة السودانية مستعدة للعمل مع الدول الصديقة لتوفير الدعم الإنساني العاجل للشعب السوداني، مؤكدًا أن الأمن والاستقرار لن يتحققا إلا بتضافر الجهود الدولية والإقليمية.
اتهام الدعم السريع وداعميه
وفي حديثه عن ميليشيا قوات الدعم السريع، أوضح البرهان أن سلوك هذه الميليشيات يمثل استهتارًا تامًا بحياة المدنيين والتراث الثقافي للسودان، الذي يعود إلى الحضارات القديمة. ودعا المجتمع الدولي إلى محاسبة الدول التي تدعم وتمول هذه الميليشيات، مشددًا على أن استمرار العنف لا يخدم إلا أجندات تدمير السودان.
التطلع إلى المستقبل
في الختام، شدد البرهان على أن الحكومة السودانية مصممة على إنهاء الصراع وإعادة السودان إلى مسار الديمقراطية وسيادة القانون. وأشار إلى أن هدف الحكومة لا يقتصر على إنهاء الحرب، بل بناء مستقبل آمن ومستقر للسودان يتمتع فيه الشعب بالعدالة والمساواة والفرص الاقتصادية.
