حالة تربص

متى تنتهى حالة التربص بين مستخدمى النقل الذكى والكباتن والتى باتت ظاهرة فى الشوارع وعلى السوشيال ميديا.. خاصة بعد حادث الفتاة حبيبة الشماع والتى توفيت بعد أن ألقت بنفسها من سيارة اوبر ولقيت مصرعها من الخوف والفزع من السائق الذى كانت تركب معه وظنت أنه خاطف لها.. وتم الحكم على الكابتن ١٥ عاما وبعدها حصل على البراءة واكتشفنا جميعا أن الفتاة ألقت بنفسها من السيارة لمجرد الخوف وهواجس لم تكن حقيقية.. بمجرد نشر الحادث وقبل حكم القاضى توالت الأحكام على السائق وانتشرت بين التواصل الاجتماعى حملة ضد كباتن النقل الذكى ما دفع كباتن النقل الذكى إلى التجمع وانتشرت قنوات الكباتن محمد مصطفى واكرم عبدالكريم ومحمد السيد بالسوشيال ميديا للدفاع عن كباتن النقل الذكى وتحولت الحملات إلى حملات هجوم بين الطرفين وطالب الكباتن زملاءهم بتسجيل الرحلات صوتا وصورة مع عدم مخالفة القانون بأن يعلق الكابتن لافتة داخل سيارته يقرأها الراكب بأن الرحلة مصورة.. ورغم تلك المعارك على السوشيال ميديا لم يستغنِ المواطن عن سيارات النقل الذكى كما لم يترك الكباتن المهنة واستمرت الشركات وهى الوسيط بين الطرفين تجمع فى الأموال غير عابئة بمخاوف العملاء أو صرخات الكابتن من رخص سعر الكيلو متر رغم ارتفاع أسعار الوقود مع تعامل العميل السيئ له واستمرار حالة الشك من أنه خاطف أو نصاب وتعامله مع الكابتن على أنه متهم حتى تثبت براءته بإنهاء الرحلة بسلام، وعلى الجانب الآخر استغل بعض الشباب تلك الحالة للخروج بترندات على السوشيال ميديا وتكررت الحوادث الوهمية.. فتاة تصور نفسها فى رحلة تتهم الكابتن بالوقوف بالسيارة لقضاء حاجته على الطريق وبذلك هو متحرش ورغم أنها لاقت فى التعليقات الكثير من الذم وأنها تظلم كابتن ربما يكون مريض سكر لا يستطيع التحمل وان ما تقوم به محاولة ركوب الترند إلا أن تلك المحاولات من الشباب وخاصة الفتيات للإساءة إلى سمعة كباتن النقل الذكى لم تتوقف، وسقطت بعض المواقع الصحفية الشهيرة على السوشيال ميديا فى الفخ ونشرت تلك الفيديوهات التى معظمها مصنوع لركوب الترند وزادت حالة الاحتقان، ولجأت شركات النقل الذكى حتى تبرئ ذمتها الى طلب الفيش الجنائى وتحليل المخدرات من الكباتن للتصريح لهم بمواصلة العمل ولم تلتفت إلى صرخات الكباتن المعلنة على قنواتهم سواء فى اليوتيوب أو التيك توك أو الفيس بوك بزيادة سعر الكيلومتر واصلاح الثغرات التى يستطيع من خلالها العميل أن يخفض سعر الرحلة عن السعر المقرر لها ولم تلتفت إلى تغريم العميل الذى يقوم بإلغاء الرحلة بعد طلبها وتحرك السيارة مما يصيب الكابتن بالاحباط واستهلاك وقود التحرك إلى العميل كما لم تلتفت أيضا إلى وقوع الكباتن فى ظلم الكيلومتر من خلال خرائط تلك الشركات المزيفة للكيلومترات بإنقاص عداد الكيلومترات وسعر الرحلة.. 

ورغم تحرك الكابتن واجتماعتهم ومحاولتهم إقامة نقابة لهم للنقل الذكى لم تنجح تلك المحاولات واستمر الواقع كما هو عليه عميل أو عميلة اوبر متربص وكابتن يشعر بالظلم وهو أيضا متربص ربما برفض تشغيل التكييف أو رفض التحرك خطوة واحدة عن مكان الواجهة التى حددها العميل.. حالة التربص تلك لم تحلها الدولة بل بالعكس هى أيضا مازالت ترفض التصريح لهم بإقامة نقابة للنقل الذكى ورغم تحصيل الدولة من كابتن النقل الذكى ضريبة على كل رحلة إلا أنه يتم تغريمه مخالفة ركوب تحميل الركاب بالأجرة، فإن هذه المخالفة تستوجب سحب الرخصة وتصل العقوبة فيها إلى إلغاء الرخصة للسيارة الملاكى فى حالة ثبوت استخدامها فى تحميل الركاب بأجر وعملها كسيارة أجرة. لا بد من الدولة أن تتحرك فى هذا الملف ولكن بالعدل بين الطرفين إما بالموافقة على إقامة نقابة النقل الذكى ومراقبة شركات النقل الذكى ووضع ضوابط لهم وتحميلهم جزءا من المسئولية وتحويلهم من سمسار أو وسيط إلى صاحب مصلحة واقعية كما على تلك الشركات وأشهرها اوبر وكريم وديدى واندريفر تحمل مسئولية السيارات وسائقيها بل والمساهمة فى المخالفات المرورية والمساعدة فى الصيانة ودعم الكابتن.. ولا تستقيم الأمور مع قانون المرور الذى يغرم الملاكى فى حالة ركوب بأجر.. كيف تسمح للنقل الذكى بالعمل وتحصل منه ضرائب وفى الوقت نفسه تمنعه من العمل بتغريمه مخالفة مرورية.