تعرض دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، لانتقادات حادة من قبل عدد من النواب الجمهوريين بعد أدائه في المناظرة الرئاسية مع نائب الرئيس، كامالا هاريس. وأشار العديد منهم إلى أن ترامب لم ينجح في استغلال الفرص المتاحة له لإضعاف منافسته، بل "ابتلع الطعم" الذي نصبه له خصومه السياسيون، مما أدى إلى تشتيت تركيزه عن القضايا الأساسية.
أداء ترامب تحت المجهر: "ابتلع الطعم"
وفقًا لعدد من المشرعين الجمهوريين، كان من المتوقع أن يركز ترامب هجماته على سجل هاريس في قضايا مثل الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية، ولكن بدلاً من ذلك، انحرف عن رسالته الرئيسية بعد أن قامت هاريس باستفزازه. هذا الانحراف، بحسب الجمهوريين، أفقد ترامب الفرص التي كان يجب استغلالها لضرب سجل هاريس وإبراز تفوقه في القضايا الحيوية التي تهم الناخبين.
علق أحد المشرعين على أداء ترامب قائلاً: "لقد وقع في الفخ أكثر مما ينبغي"، مشيرًا إلى أن ترامب كان في حالة تشتت أثناء عرض النقاط التي كان بإمكانه من خلالها تعزيز موقفه الانتخابي.
الإعلام تحت النيران: تحيز المذيعين؟
إلى جانب انتقادات أداء ترامب، وجه الجمهوريون سهامهم نحو مذيعي المناظرة، وهما ديفيد موير ولينسي ديفيس من شبكة ABC News، واتهموهم بالتحيز ضد ترامب. أشار المشرعون إلى أن المذيعين كانوا يركزون على التحقق من تصريحات ترامب أكثر من تلك التي أدلت بها هاريس، وهو ما وصفوه بأنه "غير عادل". وتطرق السيناتور توم كوتون إلى هذا الأمر، مؤكدًا أن المذيعين كانوا يتصرفون كما لو كانوا جزءًا من حملة هاريس الانتخابية، مما أضعف توازن المناظرة.
ليندسي جراهام: "فرصة ضائعة"
السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، أحد أقوى الداعمين لترامب، عبر عن استيائه من أداء ترامب، مشيرًا إلى أنه أهدر فرصة ذهبية لضرب سجل إدارة بايدن-هاريس. أضاف جراهام أن ترامب لم يرد بشكل فعال على تصريحات هاريس التي قالت فيها إن إدارة بايدن ورثت "فوضى"، مشيرًا إلى أن ترامب كان بإمكانه الرد بحجج قوية حول الاقتصاد وأسعار الوقود والسياسات الحدودية.
في حال انعقاد مناظرة ثانية بين ترامب وهاريس، يرى الجمهوريون أن على ترامب التركيز بشكل أكبر على رسالته الانتخابية وتجنب الانجرار إلى النقاشات الجانبية التي تفقده قوته في المناظرة. وشدد جراهام على أن ترامب يحتاج إلى العمل بشكل أفضل على توجيه هجماته نحو القضايا التي تشغل الناخبين بشكل مباشر، وتجنب الاستفزازات التي قد تؤدي إلى تشتته.
