أثارت شركات التكنولوجيا الإعلانية الصغيرة مخاوفًا بخصوص بديل ملفات تعريف الارتباط الذي طورته جوجل منذ مدة طويلة، Privacy Sandbox، في وقت تخضع فيه أعمال الإعلانات الرقمية لعملاقة البحث للتدقيق في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وتشتبه الهيئات التنظيمية الأمريكية والبريطانية في أن حل Privacy Sandbox، الذي كان في مرحلة التطوير منذ خمس سنوات، قد يمنح عملاقة البحث قدرًا كبيرًا من السيطرة على سوق الإعلانات الرقمية، مما يضر بالمنافسة.
وتساعد هيمنة جوجل من خلال منصتي كروم وأندرويد، اللتين تسيطران على حصة الأسد من مستخدمي الإنترنت، في جعل شركات التكنولوجيا الإعلانية مضطرة للتكيف مع Privacy Sandbox.
وتضر التحقيقات والتأخيرات المحتملة في تطوير التكنولوجيا بشركات التكنولوجيا الإعلانية الصغيرة الحجم، إذ إن التكاليف المتزايدة بسبب تأخيرات تبني Privacy Sandbox تضعف موقفها تجاه المنافسين الكبار.
وقال ما لا يقل عن 11 مسؤولًا تنفيذيًا للإعلانات لوكالة رويترز إن حل Privacy Sandbox قد يوجد بيئة غير متكافئة لصالح الشركات الكبيرة.
ويُعد حل Privacy Sandbox بمنزلة مجموعة التقنيات تهدف إلى تعزيز خصوصية المستخدم من خلال إخفاء هوية البيانات، وتنفيذ ضوابط وصول صارمة، واستهداف مجموعات من المستخدمين بدلًا من استهداف الأفراد.
وطورت جوجل هذا الحل ليحل محل ملفات تعريف الارتباط المُستخدمة لتتبع المستخدمين الأفراد واستهدافهم.
وقوبلت الخطة الأولية لشركة جوجل للتخلص التدريجي من ملفات تعريف الارتباط الخارجية في كروم واستبدالها بحل Privacy Sandbox بمعارضة كبيرة من شركات التكنولوجيا الإعلانية والجهات التنظيمية لمكافحة الاحتكار، مما أجبر عملاقة البحث على التراجع.
وقالت جوجل: “صممنا حل Privacy Sandbox ونفذناه لدعم سوق تنافسية ومزدهرة”، مضيفة أنها شهدت استثمار صناعة الإعلانات في حلول للابتعاد عن ملفات تعريف الارتباط الخارجية.
ولا تمتلك شركات التكنولوجيا الإعلانية الصغيرة الحجم فرق الهندسة أو الموارد المالية لبناء منصات Privacy Sandbox الوظيفية بطريقة فعالة يمكن استخدامها على نطاق واسع.
وتواجه الشركات مخاطر مالية كبيرة في ظل زيادة الجدول الزمني غير المؤكد لحل Privacy Sandbox لتكاليف التطوير بما يتخطى الاستثمار الأولي الذي كان من المتوقع أن يكون ما بين 5 ملايين دولار و 10 ملايين دولار.
واستثمرت Audigent، وهي شركة تساعد المعلنين في تحسين استهداف الإعلانات والناشرين في زيادة عائدات الإعلانات، عدة ملايين من الدولارات في Privacy Sandbox على مدى السنوات القليلة الماضية، وهو ما يُعد استثمارًا كبيرًا بالنظر إلى إيراداتها السنوية البالغة نحو 150 مليون دولار.
وفي الوقت نفسه، استثمرت شركات كبيرة، مثل Raptive و Index Exchange، أقل من 3 في المئة من عائداتها في موارد الهندسة لحل Privacy Sandbox.
ويُعد وجود فريق كامل من المطورين، وقضاء عدة سنوات في مشروع واحد، استثمارًا ضخمًا لشركة صغيرة ومتوسطة الحجم.
وقال الخبراء إن الجهود التنظيمية لضمان المنافسة العادلة حاسمة في منع تعزيز جوجل لموقفها المهيمن.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
