أخبار عاجلة
وفاة مذيعة بسبب تشخيص خاطئ.. جمال شعبان يوضح -

بشرى لمرضى ألزهايمر وذويهم!

بشرى لمرضى ألزهايمر وذويهم!
بشرى لمرضى ألزهايمر وذويهم!

آراء حرة

الإثنين 09/سبتمبر/2024 - 04:07 م

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع اقتراب الاحتفال باليوم العالمي لمرضى ألزهايمر الموافق 21 سبتمبر من كل عام، جاء خبر الترخيص لدواء "ليكانيماب" الناجع للحالات المبكرة، منذ حوالي أسبوعين في بريطانيا، ليبثَّ الأمل من جديد في هؤلاء المرضى وذويهم، والذين قد تملّكهم اليأس بشأن معالجة الخرف حيث أنه لم يكن أمرًا واردًا لعدم توافر علاجات فعالة له. وأدركُ ما يمثله هذا الإنجاز بالنسبة لهؤلاء حيث اقتربتُ منهم عند كتابة روايتي "شاي بحليب" وتعرّفتُ على أوجاعهم وشعرتُ بما يشعرون به من ألم وحسرة ويأس. وحاولت أن أنقل تلك المشاعر، حيث دارت عقدة الرواية حول مرض ألزهايمر الذي أصيب به بطلي "عزيز" في سن مبكرة قبل بلوغه الستين. ورغم كونه طبيبًا بارعًا لم يتمكن من إيجاد علاج ناجع لمرضه. 
كنت قد تواصلت خلال الكتابة مع جمعية ألزهايمر الأمريكية من خلال البريد الإلكتروني للتعرف على العلاجات المتاحة للمرضى كنوع من التدقيق لتفادي ذكر معلومات خاطئة. أبلغوني آنذاك أن دواء ليكانيماب مازال في طور التجريب. كان ذلك في نهاية عام 2022 وها أن العلم ينتصر أمام واحدة من تحياته وهي مرض الخرف ويجد علاجا للمرحلة المبكرة والذي اعتمدته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في 2023. وقد أعطت كل من اليابان والصين ترخيصًا باستخدامه مباشرة بعد الولايات المتحدة الأميركية. بينما لم توافق بريطانيا على هذا الدواء إلا مؤخرا. لكنَّ فرحة مرضى ألزهايمر وذويهم لم تكتمل بعدما امتنع المعهد الوطني للتميز الصحي والرعاية عن إتاحة دواء ليكانيماب عبر نظام التأمين الصحي البريطاني، قائلا إن "الفوائد التي يوفرها الدواء لا تبرر تكلفته العالية"، والتي تناهز 20 ألف جنيه استرليني سنويًا! 
خيمة الأمل إزاء هذا القرار عبر عنها ديفيد توماس، رئيس السياسات في مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة، موضحًا أن تكلفة الدواء ستجعل الوصول إليه مقتصرًا على الأثرياء فقط. يأتي ذلك في الوقت الذي حلت بريطانيا الثانية في ترتيب المراكز العشرة الأولى عالميًا في عدد الوفيات بمرض ألزهايمر بعد فنلندا، بحسب تصنيف الصحة العالمية. 
ناشطو حقوق الإنسان أشاروا بدورهم إلى المفارقة المحزنة حيث أن المملكة المتحدة تقدم أسلحة لأوكرانيا بقيمة إجمالية تصل إلى 3.16 مليار دولار وفي المقابل تمتنع عن توفير التغطية التأمينية لصرف دواء الخرف لمواطنيها! 
العدد الإجمالي للإصابات في العالم بلغ 55 مليونًا عام 2021 وسوف يصل إلى 78 مليون إصابة في 2030، ويرتفع بحوالي 139 مليونًا بحلول عام 2050. وقد ناهزت التكلفة عالميا 1.3 تريليون دولار عام 2019. ويتوقع أن ترتفع إلى 1.7 تريليون دولار بحلول 2030، أو 2.8 تريليون دولار باحتساب الزيادة في تكاليف الرعاية. أما بالنسبة للدول العربية، ورغم قلة البيانات حول المرض إلا أن بعض الدراسات العلمية أشارت إلى أن النسبة تصل إلى 2.3% للفئة العمرية 50 عامًا فأكثر، وما بين 13.5% إلى 18.5% للفئة العمرية 80 عامًا فأكثر. ويوجد ما بين 500 ألف إلى مليون مريض في مصر حسب جمعية ألزهايمر التي يرأسها الدكتور طارق عكاشة. 
ومع تبني العديد من القوانين والسياسات العامة لفائدة كبار السن في مصر وحمايتهم ورعايتهم مازالت هناك ضرورة قصوى للاهتمام بالرعاية طويلة الأجل وخاصة الأدوية باهظة الثمن والتأهيل الصحي ومنتجات النظافة والتمريض، وأن يشمل التأمين الصحي علاج كبار السن جميعهم. كما أن جهود التوعية مازالت تفتقد للزخم والديمومة حتى تتحول إلى سلوك عام وعادات يومية؛ هذا أحد أدوار المجتمع المدني المصري مع زيادة أعداد كبار السن.
وسأكرِّرُ ما ضمنته من رسائل برقية في روايتي "شاي بحليب" حول أهمية العناية والرعاية الأسرية والاجتماعية وهي مفاتيح رئيسية حتى الآن قبل وأثناء وبعد الدواء. وأحيلكم على تقرير رائع صدر عن منظمة ألزهايمر العالمية وهو التقرير العالمي لعام 2023، وفيه شهادة ليوكو تايرا، مسؤولة في أوجيمي، المعروفة باسم "قرية العمر المديد"، في اليابان (ص 78)، حيث تقول: "لا ينبغي أن نقلق على الأشخاص الذين يتمتعون بدافع للمُضيِّ قُدمًا في الحياة، أو ما يُعرف بالإيكيغاي باليابانية". 
وهكذا فإن الدافع للحياة هو أهم عامل في مقاومة المرض. وإذا انتفى الدافع يجب أن يعوضه المقربون من المريض بالحنوّ عليه وعدم محاكمته أولًا على نسيان ليس له يد فيه. وليتذكروا أن كبار السنّ قد يرقدون ولا ينامون، وقد يأكلون ولا يهضمون، وقد يضحكون ولا يفرحون، وقد يوارون دمعتهم تحت بسمتهم ولا يشتكون. لقد فقدوا والديهم وفقدوا كثيرًا من أحبّتهم، فقلوبهم جريحة ونفوسهم مطوية على الكثير من الأحزان. ولا تنسوا أن الحل في التقرب منهم. 
كونوا العِوضَ عما فقدوا وكونوا الربيعَ في خريف عمرهم وكونوا العُكّازَ فيما تبقى لهم من أيام. تلك هي العلاجات التي نقدر عليها اليوم إلى أن تصلنا أدوية ناجعة أخرى للمراحل المتأخرة من المرض، وقد لا نقدر على دفعها أيضًا!
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الرئيس السيسى يؤكد خطورة التصعيد المستمر بالمنطقة باتجاه توسيع دائرة الصراع
التالى جامعة المنصورة تفوز بجائزة كونفوشيوس اليونسكو الدولية لمحو الأمية