يدعم مشروع لطاقة الأمواج في البرتغال أهداف الدولة الأوروبية باتجاه تحقيق الحياد الكربوني، في ضوء التكلفة المنخفضة والقدرة على المنافسة.
وحصل مشروع "أونداس دي بينيشي" (ONDEP) في البرتغال على تمويل بقيمة 19 مليون يورو (21.09 مليون دولار أميركي) من برنامج هوريزون يوروب (Horizon Europe) التابع للاتحاد الأوروبي.
وبحسب التفاصيل التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، يتضمّن المشروع تركيب 4 محولات لطاقة الأمواج، لتوليد كهرباء بقدرة إجمالية تقارب 2 ميغاواط، قرب سواحل البرتغال.
وكانت دراسة حديثة لجامعتين أوروبيتين -نُشرت في يونيو/حزيران الماضي- قد خلصت إلى إمكان تراجع التكلفة المتوقعة لمشروعات محولات طاقة الأمواج لتوليد الكهرباء، خلال 10 سنوات.
وكشفت الدراسة عن أن إنتاج ميغاواط/ساعة من طاقة الأمواج سيحتاج إلى أقل من 70 يورو (77.7 دولارًا أميركيًا) بحلول عام 2035، وفقًا لمتابعات منصة الطاقة.
* (اليورو = 1.11 دولارًا أميركيًا).
تفاصيل المشروع
يبدأ تنفيذ مشروع محولات طاقة الأمواج في البرتغال خلال أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ومن المتوقع أن يستغرق التنفيذ 5 سنوات ونصف السنة، وتشمل هذه المدة: وضع التصميمات، وبدء تصنيع المحولات وإجراء الاختبارات والتشغيل، بحسب ما نقلته منصة أوفشور إنرجي Offshore Energy.
وقالت منظمة أوشن إنرجي يوروب (أو إي إي OEE) إن مشروع محولات طاقة الأمواج في البرتغال يقع بمدينة بينيشي.
وأوضحت المنظمة -غير الربحية، وتضم في عضويتها أكبر المتخصصين في العالم للترويج لمشروعات محولات طاقة أمواج المحيطات الأوروبية- أنه ستُرَكَّب المحولات وستُربط بشبكة توليد الكهرباء.
وتعول المنظمة على أن يسهم المشروع في توليد الكهرباء بالبلاد لمدة 8 سنوات، بعد الانتهاء من التنفيذ.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة إيه دبليو إنرجي (AW Energy) الفنلندية، المطور التقني الرئيس للمشروع، كريستوفر ريدغيويل، إن المشروع نُفِّذ استنادًا إلى عمل شاق لمدة عقدين من الزمن؛ بهدف تطوير جهاز (ويف رولر) لتحويل طاقة الأمواج وتوليد الكهرباء إلى إصدار قابل للتشغيل التجاري.
خطة الانتشار
تستهدف محولات طاقة الأمواج في البرتغال إنشاء 11 مزرعة طاقة أمواج، في 8 بلدان بـ4 قارات حول العالم، بقدرة إجمالية 83 ميغاواط، مع توفير 500 ألف وظيفة في أوروبا.
ومن المخطط -أيضًا- الوصول لتكلفة موحدة لتوليد الكهرباء عبر المشروع، أقل من 100 يورو لكل ميغاواط/ساعة، بحلول عام 2035.
ويعتمد جهاز (ويف رولر WaveRoller) لتحويل طاقة الأمواج في البرتغال على حركة مد الماء ذهابًا وإيابًا لتحريك اللوح المثبت عليه، وفي أثناء تلك العملية تمتص الطاقة الناتجة عن تدافع حركة الأمواج، ثم تولد الكهرباء.
وصُنع الجهاز خلال أكتوبر/تشرين الأول من عام 2019 في البرتغال، وخضع لعدة اختبارات بيئية فيما بعد للتأكد من أدائه.
وأعادت شركة إيه دبليو إنرجي الفنلندية تعويم الجهاز في أغسطس/آب 2021، وأعلنت جاهزيته للاستعمال التجاري بعد عامين من التشغيل والتجربة بقاع المحيط في البرتغال.
صناعة فريدة
أوضحت شركة إيه دبليو إنرجي الفنلندية، في معلومات نشرتها على موقعها الإلكتروني، أن جهاز (ويف رولر) يعمل في المناطق القريبة من الشواطئ، ويحول طاقة أمواج المحيطات إلى كهرباء بالاعتماد على ظروف المد والجزر، ويركّب على أعماق تتراوح بين 8 و20 مترًا.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة إيه دبليو إنرجي أهمية مشروع محولات طاقة الأمواج في البرتغال، ولا سيما أنها تعد صناعة جديدة من نوعها في القارة الأوروبية.
وتستهدف الشركة القائمة على المشروع التركيز، خلال السنوات الـ5.5 المقبلة، على معالجة التحديات الفنية، التي قد تواجه التوسع بتنفيذ مشروعات مشابهة في المستقبل لتوليد كهرباء بقدرات 1 غيغاواط في أنحاء أوروبا وخارجها.
وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة أوشن إنرجي يوروب، ريمي غرويت، إن طاقة الأمواج تُعد أكبر مصدر غير مستغل لإنتاج الطاقة المتجددة في العالم.
وأضاف أن مشروع محولات طاقة الأمواج في البرتغال يعد من أوائل المشروعات التجريبية التي يشهدها القطاع عالميًا، مشيرًا إلى أن المشروع يمهّد الطريق تجاه تحقيق الحياد الكربوني لأوروبا في السنوات المقبلة.
وشاركت في تنفيذ المشروع 13 جهة بحثية بالتعاون مع شركة "إيه دبليو إنرجي" الفنلندية، ومثلت هذه الجهات بلدانًا عدة؛ منها: بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج والبرتغال وإسبانيا والمملكة المتحدة، وبقيادة جامعة كوينز بلفاست.
من جهته قال المحاضر في كلية البيئة الطبيعية والبناء بال سشميت، إن جامعة كوينز بلفاست تعد مركزًا متميزًا في أبحاث قطاع الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا طاقة الأمواج.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
