لغط كبير تسبب به مقطع للداعية الإسلامي محمد أبو بكر بشأن القطط؛ قبل أن تقوم القناة بحذف المقطع من قناتها على اليوتيوب ويسعى الشيخ للتوضيح على حد تعبيره، فما القصة؟
محمد أبو بكر يتراجع عن فتوى القطط
محمد أبو بكر أجاب على سائلة تسأل عن حكم قيام ابنتها بالإنفاق على القطط ونيتها القيام بتعقيمها، ليجيب بأن الأصل في القطط أن تكون في الشوارع وليس في البيوت، وأن الأموال التي تُنفق على طعام القطط يجب أن توجه للبشر الأكثر احتياجًا.
محمد أبو بكر وجه إلى تحريم الإنفاق ببزغ على طعام القطط وغيره من لوازم العناية بها، خلاف إجراء عمليات التعقيم، وأن من باب أولى توجيه الأموال إلى أهل غزة وغيرهم من الفقراء والمحتاجين، ليواجه سيل من الانتقادات خاصة من نشطاء مجال الرفق بالحيوان، والذين اعتبروها فتوى تحريضية على القطط وتربيتها.
كان ذلك قبل أن يخرج الشيخ محمد أبو بكر، أمس خلال برنامج «اسأل مع دعاء»، على قناة «النهار» قائلًا، إنه لا يوجد شرعًا ما يحرم إطعام الحيوان، ولا يجرؤ أحد على تحريم إطعام الحيوان.
وأوضح أنه قال إن الأصل هو وجود الحيوان في الشارع وليس في البيت، مشيرًا إلى أن تربية الحيوانات في المنزل ليس فيها حرج، ولكن بالضوابط الشرعية، لافتًا إلى أنه لا يحرم إطعام الحيوان أو علاجه، ولكنه ضد الإسراف في صرف الأموال على الحيوانات، لترد دار الإفتاء قائلة: «تربية القطط والعناية بأمرها جائز شرعًا».
حكم تعقيم القطط
فيما ورد إلى دار الإفتاء، سؤال تقول صاحبته: ما حكم تعقيم القطط المنزلية؟، ليوضح الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية السابق، أنه لا يجوز توقيع الضرر على الحيوان إلا بحاجة كأن تكون علاج لهذا الحيوان أو أننا سنصاب بالضرر من هذا الحيوان، لأننا نسير بسنة الله في هذا الكون والقطط هي أمة من الأمم.
وأشار إلى أن الطبيب البيطري هو الذي يحكم في هذه المسألة ويبين مدي الحاجة إليها أو نسبة الضرر منها.
تعقيم القطط معناه وحكمه
بدوره أجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن تعقيم القطط معناه إنهاء صلاحية الإنجاب عند القطط، وهذا التعقيم منع لحاجة خلقها الله ووضعها للبشر.
وأشار إلى أن الأصل في المسألة ألا يجوز للإنسان أن يلجأ إلى تعقيم القطط إلا إذا وجدت الحاجة لذلك أو توجد مشكلة وأشار الطبيب البيطري إلى أهمية تعقيم القطط، فالمسالة ليست اختيارية، لافتًا إلى أن تعقيم القطط في الأصل اعتداء على حرمة الحيوان، مشيرًا إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأنَّ تعذيب الحيوان وسوء معاملته، أو منعه عن الطعام والشراب حتى يموت، حرام شرعًا ويكون سببًا في دخول النار.
واستدل الدكتور محمود شلبي، بما رُوى عن جُوَيْرِيَة بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عُذِّبَتِ امرأةٌ فى هِرّةٍ سَجَنَتها حتى ماتَت فدَخَلَت فيها النّارَ؛ لا هى أَطعَمَتها ولا سَقَتها إذ حَبَسَتها، ولا هى تَرَكَتها تَأكُلُ مِن خَشاشِ الأَرضِ».
حكم قتل القطط والكلاب الضالة
المفتي السابق الدكتور شوقي علام قال إن الحيوانات هي أمَّة من الأمم ينبغي أن نتعامل معها بالرحمة، وأما أي فعل غير ذلك فيجب أن يكون تحت مبرر شرعي، وهو الضرر الشديد جدًّا، ويجب أن يكون من قِبل الدولة، والسلطات المختصة بهذا الأمر هي التي تقدر هذه الأمور.
«علام» أشار في حديثه ضمن برنامج «اسأل المفتي»؛ حول حكم قتل القطط والكلاب الضالة إلى أن الإسلام جاء بالرحمة في كافة تفاصيل الحياة مع الإنسان والحيوان، بل مع النبات والجماد، فكان الجماد يشعر بوجوده ويحنُّ إليه، ولذلك لما صعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم جبل أُحد اهتزَّ الجبل، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أُحد جبل يحبنا ونحبه".
وأضاف أن إثبات علاقة الحب بين الإنسان والجماد يعطي مفهومًا أوسع للرحمة، حتى إنَّ الصالحين كانوا يرون أنه يجب أن يكون التعامل حتى مع الجمادات برفق، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزع من شيءٍ إلَّا شانه".
وقالت الإفتاء في فتوى لها حول الأمر إن القطط والكلاب وغيرها مِن مخلوقات الله التي لا يصحّ إيذاؤها، أو إيقاع الضرر بها؛ فإذا كان بعضها يشَكِّل خطرًا على حياة الإنسان ويُهدّده في نفسه أو ماله أو أولاده؛ فإنَّ الشريعة الإسلامية أجازت للإنسان رفع هذا الضرر؛ شريطة أن يكون ذلك بوسيلة لا تُؤْذِي الشعور الإنساني، و"الضرورة تقدر بقدرها"، وإذا أمعن الإنسان عقله فسوف لا يُحْرَم من الوسيلة التي تؤدي إلى الغرض المطلوب.
تابع أحدث الأخبار عبر
