محمد صبحي.. قهر شلل الأطفال وفضية «متولي مطحنة» أعادته لرفع الأثقال

تعرض للإصابة بمرض «شلل الأطفال» منذ أن كان عمره عامين، ليكون أحد ذوي الهمم الساعين لتحقيق المستحيل، إذ لم تمنعه إعاقته من أن يواصل كتابة تاريخ بارالمبي بعد حصده ثالث الميداليات في تاريخه، إنه البطل البارالمبي محمد صبحي المتوج بفضية رفع الأثقال في دورة الألعاب البارالمبية التي أقيمت في باريس.

قهر شلل الأطفال

ولد محمد صبحي في 25 يونيو 1979، بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ورغم أنه واجه الحياة بإصابته بشلل الأطفال، إلا أنه جعلها حافزًا وليس عائقًا أمام تحقيق الإنجازات.

امتلك صبحي قوة بدنية منذ أن كان صغيرًا لكنه رأى أن لعبة رفع الأثقال مختلفة ليبدأ المشوار بتدريبات متواصلة حتى انضم لمنتخب مصر منذ عام 2005 حتى الآن.

عرف البطل البارالمبي رياضة ذوي الهمم أو البارالمبية، فتوجه على الفور إلى ستاد شبين الكوم من أجل ممارسة رفع الأثقال إلا أنه وجد لعبة الطائرة جلوس قبل أن يطالبهم بأنه يرغب في لعب رفع الأثقال.

متولي مطحنة أعاده لرفع الأثقال

كان اللقاء الأول لصبحي مع «متولي مطحنة» أسطورة رفع الأثقال البارالمبي، ولم يكن بدأ اللعب الأولمبي وقتها ليكون رفيق دربه، وذلك في عام 1995.

تابع صبحي بارالمبياد أتالانتا 1996، ليرى قدوته «مطحنة» وهو يتوج بالفضية ليقرر العودة لاستاد شبين والانطلاقة في مسيرة اللعبة ويكتب اسمه في تاريخها.

درس صبحي في كلية الآداب وتخرج منها عام 2000، وكان يتدرب مع الدراسة قبل التفرغ والتركيز في التدريب حتى حصد أول ميدالية محلية وكانت عقب التخرج ثم الانضمام لنادي اتحاد الشرطة الرياضي عام 2002 على أمل اللحاق بأولمبياد أثينا 2004 إلا أنه تواجد في نفس ميزانه متولي مطحنة الأسطورة صاحب ميداليتي 1996 و2000، ليكون له الأولوية.

انضم البطل البارالمبي للمنتخب المصري، وكانت أول بطولة دولية في عام 2005 «بطولة أفريقيا والشرق الأوسط» بطابا والتي كانت البوابة الدولية وحقق فيها المركز الأول، ليبدأ المسيرة حتى صعد للمشاركة في أولمبياد بكين 2008، وحقق المركز الرابع بها.

لم يتوقف الحلم نحو تحقيق الميدالية البارالمبية، ونجح في التتويج بأول ميدالية في عام 2012، بتحقيق الميدالية الفضية والتي يراها «صبحي» أنها كانت الحلم، رغم خسارته الذهبية في آخر محاولة.

في بارالمبياد ريو 2016 تغير الوزن الذي ينافس عليه صبحي من 75 كجم إلى 72 كجم، ولم يكن موفقًا نحو حصد اللقب، ورأى البطل البارالمبي أن المحكمين كانوا متعنتين بدليل خروج 5 لاعبين من المنافسات من أصل 9 لاعبين.

عاد صبحي في بارالمبياد طوكيو 2020، ونجح في الظفر بميدالية برونزية في وزن أقل من 80 كجم، وذلك بعدما رفع 212 كجم، لتكون الثانية في مسيرته.

شارك البطل البارالمبي في عدة بطولات إفريقية، وشهدت سيطرة كاملة منه بتحقيق الذهب كما تواجد في بطولات العالم التي حقق فيها الميدالية الذهبية بنسخة 2014 بالإمارات، كما حقق برونزيتي 2019 و2021 و2023 وذهبية الفرق عام 2019.

واصل البطل البارلمبي العاشق لصيد السمك والتي تعد هوايته الأولى مسيرته حتى حصد الميدالية الفضية في بارالمبياد 2024، ليواصل السير على خطى مثله الأعلى «متولي مطحنة».