تحتفي المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 2024، باليوم الوطني الـ94 لتوحيد البلاد، وهي ذكرى تعكس مسيرة طويلة من الجهاد والتضحيات التي قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. فقد أعلن في عام 1932م توحيد المناطق المتناثرة تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، معلنًا تأسيس المملكة العربية السعودية بعد 32 عامًا من الكفاح، ما شكّل لحظة فارقة في تاريخ الجزيرة العربية.
وفي تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، قال خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز: "يومنا الوطني المجيد ذكرى عزيزة متجددة في صفحات الوطن الأبيّ، متجذرة في وجدان الشعب السعودي العظيم. اللهم أدم على بلادنا أمنها ورخاءها واستقرارها، واحفظها من كل سوء". هذه الكلمات جاءت لتؤكد مكانة هذا اليوم في نفوس السعوديين ودوره في تعزيز الهوية الوطنية
رحلة الملك عبدالعزيز: من النفي إلى توحيد البلاد
تعد رحلة الملك عبدالعزيز من النفي إلى استعادة الرياض واحدة من أبرز فصول الكفاح في التاريخ الحديث. في عام 1308هـ (1891م)، اضطر الملك عبدالعزيز للخروج من الرياض برفقة والده الإمام عبدالرحمن إلى الكويت، بعد سلسلة من الحروب والصراعات. ورغم صعوبة الظروف، ظل عازمًا على استعادة الرياض وبناء دولة موحدة. وفي رمضان من عام 1319هـ، قاد الملك عبدالعزيز رحلة تاريخية بصحبة 60 رجلاً، واستطاع استعادة الرياض بعد عملية بطولية في الرابع من شوال من نفس العام، مؤسسًا بذلك بداية عهد جديد.
بعد هذه المرحلة، لم يكن توحيد الرياض سوى البداية، إذ استمر الملك عبدالعزيز في حملته لتوحيد مناطق الجزيرة العربية المتفرقة. وفي عام 1932، تم الإعلان عن تأسيس المملكة العربية السعودية بعد توحيد نجد والحجاز وبقية المناطق، ليصبح بذلك الملك عبدالعزيز أول ملك لهذه الدولة الفتية.
أهمية اليوم الوطني: رمز للوحدة والنهضة
اليوم الوطني السعودي ليس مجرد ذكرى تاريخية لتوحيد البلاد، بل هو رمز للوحدة والنهضة التي شهدتها المملكة على مدى العقود الماضية. هذا اليوم يمثل فرصة للاحتفال بالإنجازات التي حققتها المملكة تحت قيادة ملوكها المتعاقبين، بدءًا من الملك عبدالعزيز وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. من خلال رؤية المملكة 2030، وضعت المملكة مسارًا طموحًا لتطوير اقتصادها، وتحديث البنية التحتية، وتحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات
احتفالات اليوم الوطني الـ94: فعاليات تعكس الهوية والتراث
تشهد المملكة العربية السعودية مجموعة من الفعاليات المتنوعة التي تُقام في جميع مناطق المملكة احتفالاً باليوم الوطني الـ94. تشمل الاحتفالات:
عروض الألعاب النارية: تضيء سماء المدن السعودية بعروض مذهلة، تعبّر عن الفخر والاعتزاز بالوطن.
الحفلات الغنائية: بمشاركة نخبة من الفنانين السعوديين والعرب، يتم تقديم حفلات غنائية تحتفي بالتراث السعودي.
العروض العسكرية: تستعرض القوات المسلحة السعودية قوتها في العروض العسكرية التي تقام في جميع أنحاء المملكة تكريمًا لشهداء الوطن.
الفعاليات التراثية: تُقام فعاليات تستعرض التراث السعودي الغني، بما في ذلك الرقصات الشعبية والعروض الفلكلورية التي تعكس هوية المملكة.
هذه الفعاليات لا تعزز فقط الوحدة الوطنية بين السعوديين، بل تساهم أيضًا في استحضار التاريخ المجيد الذي بُنيت عليه هذه الأمة، والتطلعات المستقبلية التي تسعى المملكة لتحقيقها في ظل رؤية 2030.
الملك سلمان: تعزيز الأمن والاستقرار
يؤكد الملك سلمان في كلماته أهمية استقرار المملكة، مشيرًا إلى أن اليوم الوطني هو مناسبة لتجديد الولاء والانتماء للوطن. تحت قيادته، تواصل المملكة مسيرتها نحو تحقيق الأمن والازدهار، بينما تلعب دورًا رياديًا على المستوى الإقليمي والدولي. يشكل اليوم الوطني فرصة لتذكر التضحيات التي بُذلت في سبيل توحيد المملكة، واستشراف المستقبل المزدهر الذي ينتظرها
