ديسقورس , احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم الثلاثاء، السابع من شهر توت وفقاً للتقويم القبطي، بذكرى نياحته ، الذي يعد الخامس والعشرين في سلسلة بطريركيات الإسكندرية وباباوات الكرازة المرقسية.
يعد من الشخصيات البارزة في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية بفضل صموده ووفائه للإيمان المسيحي.
نضال البابا ديسقورس في الدفاع عن الإيمان الأرثوذكسي
في يوم السابع من توت من عام 451 ميلادي، تنيح البابا الذي كان أحد أعظم أبطال الأرثوذكسية .
كان معروفًا بتمسكه الراسخ بالإيمان الأرثوذكسي، وقد واجه العديد من الاضطهادات بسبب ذلك. أثناء انعقاد المجمع الخلقدوني بأمر من الملك مرقيان، كان من بين الأساقفة الذين عارضوا القرارات الجديدة للمجمع .
رأى أن الاجتماع الذي دعا إليه الملك لا يعكس إرشادات السيد المسيح، بل كان مدفوعًا بأغراض سياسية، لذا قرر عدم المشاركة فيه .
لقد دافع البابا بشجاعة عن عقيدة الكنيسة، مُشيرًا إلى أن المسيح هو واحد، بألوهيته وإنسانيته دون أي تباين بين الطبيعتين. برغم وجود خلافات مع بعض الأساقفة الآخرين، ظل البابا ديسقورس مخلصًا لأمانته، وأكد على وحدة المسيح وعدم تباين إرادته وطبيعته.
معاناة البابا ديسقورس في المنفى وشهادته
لم يتوقف عند معارضته للقرارات المجمعية فقط، بل واجه أيضًا معاناة جسيمة . فقد تعرض للإهانة والتشهير، حيث أمرت الملكة بضربه على وجهه ونتف لحيته، لكنه بقي متمسكًا بمبادئه .
كما أرسل إلى الإسكندرية شعيرات لحيته وأسنان سقطت، مما اعتبره رمزًا لإيمانه الصادق. ومع ذلك، اضطر إلى العزلة في جزيرة غاغرا بعد نفيه بأمر الملك.
رغم المعاملة السيئة التي تلقاها في المنفى، أجرى الله العديد من المعجزات على يديه ، مما دفع الأساقفة المحليين إلى احترامه وتكريمه. وتوفي في جزيرة غاغرا، حيث نال إكليل الشهادة وأصبح رمزًا للصمود في وجه الاضطهاد وتمسكًا بالإيمان الأرثوذكسي.
