أخبار عاجلة

سالي أحمد عاشور تكتب: مستقبل الوظائف.. تحولات جذرية بفعل التكنولوجيا

سالي أحمد عاشور تكتب: مستقبل الوظائف.. تحولات جذرية بفعل التكنولوجيا
سالي أحمد عاشور تكتب: مستقبل الوظائف.. تحولات جذرية بفعل التكنولوجيا

يشهد عالم العمل تحولات جذرية غير مسبوقة مدفوعة بالتقدّم التكنولوجى المتسارع، خاصة فى مجال الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى. هذه التطورات، وإن كانت تحمل فى طياتها فرصاً هائلة، إلا أنها تطرح تحديات جديدة على سوق العمل، حيث تتلاشى بعض الوظائف التقليدية وتظهر وظائف جديدة تتطلب مهارات وقدرات مختلفة.

فقد أصبحت تطبيقات التكنولوجيا، لا سيما الأتمتة والذكاء الاصطناعى، المحرك الأساسى للتغيير فى سوق العمل، حيث تتّجه هذه التقنيات إلى تحويل الكثير من الوظائف التقليدية إلى وظائف تعتمد على الذكاء الآلى، مما يُثير تساؤلات حول مدى جاهزية القوى العاملة للتكيّف مع هذه التغيّرات؟ ومدى الجاهزية لمواجهة التحديات التى يفرضها التحول التكنولوجى؟ هل يمكن أن تحل الروبوتات محل الإنسان فى الكثير من الوظائف؟ أم أن هذه التقنيات ستفتح آفاقاً جديدة وتخلق فرص عمل لم تكن موجودة من قبل؟

حيث يتوقع الخبراء أن يكون للذكاء الاصطناعى تأثير عميق على الاقتصادات والمجتمعات، والذى يُعتبر بمثابة الثورة الصناعية الرابعة. فمن جهة، يَعِد الذكاء الاصطناعى بزيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة، ومن جهة أخرى، يثير مخاوف بشأن استبدال الآلات للبشر فى الكثير من الوظائف.

تشير التقديرات إلى أن نحو 40% من الوظائف العالمية معرّضة للتأثير من الذكاء الاصطناعى، مع تفاوت فى التأثير بين الاقتصادات المتقدّمة والناشئة. ففى الاقتصادات المتقدّمة، حيث تنتشر الوظائف التى تعتمد على المهام المعرفية، قد يصل هذا التأثير إلى 60%. ورغم أن الاقتصادات الناشئة قد تكون أقل تأثّراً فى المرحلة الحالية، إلا أنها قد تواجه تحديات فى الاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعى، مما قد يؤدى إلى زيادة الفجوة الرقمية.

ومن المتوقع أن يؤدى الذكاء الاصطناعى إلى زيادة فى عدم المساواة فى الدخل والثروة. ففى حين يمكن أن يؤدى التكامل بين الذكاء الاصطناعى والعمل البشرى إلى زيادة كبيرة فى دخول العمال ذوى الأجور المرتفعة، إلا أنه قد يؤدى إلى زيادة البطالة بين العمال ذوى المهارات المتوسطة والمنخفضة.

كما يشهد العالم نمواً ملحوظاً فى استخدام الروبوتات الصناعية، التى تلعب دوراً محورياً فى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات. ومع ذلك، يثير هذا النمو مخاوف بشأن فقدان الوظائف فى القطاعات الصناعية، مما يتطلب إعادة تأهيل القوى العاملة وتطوير مهارات جديدة، وتُعتبر الروبوتات العسكرية ذاتية التشغيل من أحدث التطورات فى مجال الذكاء الاصطناعى، وهى تطرح تحديات أخلاقية وقانونية كبيرة. فمن جهة، يمكن لهذه الروبوتات أن تؤدى مهام خطرة بدلاً من الجنود، ومن جهة أخرى، تثير قضايا حول المسئولية والمساءلة فى حالة وقوع أخطاء.

إن الذكاء الاصطناعى والروبوتات يمثلان قوة تحويلية ستؤثر بشكل عميق على كل جوانب حياتنا، ولتحقيق أقصى استفادة من هذه التكنولوجيا يجب على الحكومات والشركات والمجتمع الدولى العمل معاً لتطوير سياسات واستراتيجيات تضمن استخدام الذكاء الاصطناعى والروبوتات بشكل مسئول وأخلاقى.

وبناءً عليه أصدر المنتدى الاقتصادى العالمى تقريره حول مستقبل الوظائف العالمى لعام 2023، الذى يتوقع حدوث تحولات هيكلية فى سوق العمل بمعدل 69 مليون وظيفة جديدة وتراجع نحو 83 مليون وظيفة فى المقابل، وذلك خلال السنوات الخمس المقبلة.

وحسب ما أكده تقرير المخاطر العالمية لعام 2024، فإن سوق العمل تشهد تحولات عميقة فى السنوات القليلة المقبلة. فبينما تتراجع أهمية بعض الوظائف الروتينية واليدوية، تظهر وظائف جديدة تتطلب مهارات عالية فى مجالات، مثل: الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى، ومن المتوقع أن يولد ملايين الوظائف الجديدة فى السنوات القليلة القادمة. إلى جانب تحليل البيانات، حيث تعتمد الشركات على البيانات لاتخاذ القرارات الاستراتيجية. ومع تزايد الوعى بأهمية حماية البيئة، ستزداد الحاجة إلى إخصائيى الاستدامة الذين يعملون على تطوير حلول مستدامة.

* مدير الإدارة العامة للدراسات المستقبلية - مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مباحثات سعودية - أمريكية لتعزيز التعاون بالرياض
التالى صفارات الإنذار تدوي شمال إسرائيل بعد استهدافها بعدة صواريخ