يبشر تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة بالخير للأصول الآسيوية حيث أن العديد منها غير مملوك بشكل كافٍ ولديها آفاق أرباح أفضل ومساحة أكبر للاستفادة من التيسير مقارنة بنظيراتها العالمية.
وقال مديرو الأموال والاستراتيجيون إن قرار البنك المركزي بخفض معياره بمقدار 50 نقطة أساس ليس نظرة قاتمة بشأن الاقتصاد الأمريكي وأكثر حول توفير تأمين أكبر للهبوط الناعم، موضحين أن التحول سيساعد في تعويض العديد من السلبيات التي تواجه الأصول الآسيوية بما في ذلك التقييمات الباهظة الثمن وتباطؤ الصين وتوترات التجارة المتزايدة.
ورحبت الأصول الآسيوية إلى حد كبير بقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي منذ بداية التداول اليوم الخميس.
وارتفع مؤشر MSCI للأسهم الإقليمية بنحو 1.3%، في حين قفز مؤشر Topix الياباني بأكثر من 2%، متفوقين بذلك على رد الفعل الخافت للأسهم الأمريكية أمس الأربعاء.
وكانت العملات الآسيوية مختلطة، على الرغم من أن جميعها باستثناء هونج كونج تعززت خلال الشهر الماضي. وضعف الين مع انتظار المتداولين لقرار بنك اليابان يوم الجمعة، وكانت معظم السندات الإقليمية مختلطة حتى مع انخفاض سندات الخزانة.
وكان أول خفض لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي منذ أكثر من أربع سنوات مصحوبًا بتوقعات ربع سنوية جديدة أشارت إلى أنه من المتوقع تخفيف 50 نقطة أساس إضافية خلال اجتماعيه المتبقيين هذا العام. وفي حين حذر رئيس البنك جيروم باول من افتراض حدوث المزيد من مثل هذه التحركات الضخمة، فإن النتيجة تعني أن البنوك المركزية الآسيوية لديها المزيد من الثقة في تخفيف السياسة النقدية دون القلق بشأن ضغوط العملة.
وإن نمو أرباح الشركات في آسيا يفوق بالفعل بقية العالم. فقد ارتفعت تقديرات الأرباح المستقبلية لمدة 12 شهرًا لمؤشر MSCI EM Asia بنسبة 10٪ هذا العام، مقارنة بـ 8٪ لمؤشر MSCI World، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبرج.
وإن خفض أسعار الفائدة الأمريكية متبوعًا بضعف الدولار عادة ما يكون إيجابيًا للأسواق الآسيوية والناشئة، حيث تنمو الأرباح بمعدل أسرع من العالم المتقدم، وفقًا لمذكرة بحثية من مدير الأموال وهي وحدة من Prudential Plc. "مقارنة بالأسهم الأمريكية، فإن الأسهم الآسيوية والناشئة ذات قيمة جذابة وتوفر تنويعًا مقابل الولايات المتحدة".
وكان الارتفاع الذي شهدته الأسهم اليابانية يوم الخميس مدفوعاً بخفض أسعار الفائدة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي وأيضاً بضعف الين.
وبدأ صناع السياسات في عدد من الدول الآسيوية بالفعل في خفض أسعار الفائدة تحسباً لقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي. وخفضت الفلبين أسعار الفائدة المرجعية في أغسطس في حين فاجأ بنك إندونيسيا المستثمرين بفعل ذلك يوم الأربعاء.
