أبرمت شركة الطاقة الوطنية في تركيا بوتاش (Botas) صفقة غاز مسال طويلة الأمد مع شركة توتال إنرجي الفرنسية، وفق آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويبدأ سريان اتفاق التوريد من عام 2027، ويستمر على مدار 10 سنوات، على أن تزوّد الشركة الفرنسية تركيا بـ1.6 مليار متر مكعب سنويًا (1.1 مليون طن سنويًا) مقسّمة على 16 شحنة غاز مسال.
أُبرمت الصفقة على هامش زيارة وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إلى الولايات المتحدة، لدى مشاركته في مؤتمر غازتيك (Gastech) المنعقد في هيوستن بين يومي 17 و20 سبتمبر/أيلول الجاري (2024).
تعدّ الاتفاقية رابع صفقات الغاز المسال التي تُبرمها تركيا خلال الـ4 أشهر الأخيرة، والثانية خلال سبتمبر/أيلول (2024)؛ إذ تسعى أنقرة لأن تصبح مركزًا لتصدير الغاز بعد تلبية نصف الاحتياجات المحلية.
صفقات الغاز المسال
وقّع الاتفاق من الجانب التركي المدير العام لشركة بوتاش عبد الواحد فيدان، ومن جانب توتال إنرجي النائب الأول للرئيس لشؤون الغاز المسال جريجوري جوفروي.
وتنص بنود إحدى صفقات الغاز المسال في تركيا على أن تستقبل أنقرة الشحنات من خلال المواني في الولايات المتحدة وفي تركيا وأوروبا.
ويسمح الاتفاق لتركيا بإعادة بيع الشحنات إلى أوروبا ومصر؛ إذ تسعى تركيا للاستفادة من موقعها الإستراتيجي بين آسيا والقارة العجوز لأن تصبح مركزًا للغاز، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.
وانهارت واردات تركيا من الغاز المسال المصري خلال العام الجاري (2024) إلى شحنتين فقط بحجم 66 ألف طن و73 ألف طن في مارس/آذار ومايو/أيار على الترتيب.
وتحولت مصر إلى السوق الفورية لاستيراد الغاز المسال لتلبية الطلب المتزايد في ضوء تراجع الإنتاج، وخاصة حقل ظهر (أكبر حقل غاز في مصر).
وطرحت القاهرة في 14 يونيو/حزيران مناقصة عامة لاستيراد 17 شحنة غاز مسال خلال الأشهر الممتدة من يوليو/تموز حتى سبتمبر/أيلول.
ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم واردات تركيا من الغاز المسال المصري:
أهمية كبرى
ثمّن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، في منشور عبر حسابه بمنصة إكس الصفقة، قائلًا، إنها ذات أهمية كبرى لضمان أمن الطاقة في بلاده والمنطقة، كما ستزيد من تنوع الموارد ومرونتها لدى تركيا.
وأعرب بيرقدار عن أمله في أن تعود الصفقة على النفع بين بوتاش وتوتال إنرجي.
بدورها، قالت توتال إنرجي في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إن الصفقة تعزز وجودها طويل الأمد في سوق الغاز المسال التركية.
وقال النائب الأول للرئيس جريجوري جوفروي، إن "بوتاش" شريك رئيس لتوتال إنرجي في تركيا، وإن الاتفاقية ستمكّن الشركة الفرنسية من تأمين مصادر بيع طويلة الأمد، وستقلل التعرض لتقلّبات أسعار الغاز بالسوق الفورية.
مركز عالمي للغاز
تغذّي سلسلة صفقات الغاز المسال التي تبرمها تركيا مزيج الإمدادات وتنوّعه، كونها اعتمدت طويلًا على الغاز المنقول عبر الأنابيب من أذربيجان وروسيا وإيران.
ومن شأن صفقات الغاز المسال أن تمنح لتركيا اليد الطولى في المفاوضات عند تجديد عقود التوريد طويلة الأمد مع كل من روسيا وإيران، التي ستنتهي في 2025 و2026 على الترتيب.
وفي 2 سبتمبر/أيلول (2024)، أبرمت بوتاش مع شركة النفط متعددة الجنسيات شل اتفاقية طويلة الأمد لتوريد 4 مليارات متر مكعبة من الغاز المسال لمدة 10 سنوات، تسري من عام 2027.
وفي 19 أبريل/نيسان، وقّعت بوتاش وسلطنة عُمان اتفاقية لتوريد مليون طن غاز مسال سنويًا لمدة 10 أعوام.
وفي مايو/أيار، أبرمت بوتاش وشركة إكسون موبيل التركية صفقة طويلة الأمد لتوريد الغاز المسال، قُدِّرت قيمتها بأكثر من مليار دولار.
وفي يونيو/حزيران، جُدِّد اتفاق توريد الغاز الطبيعي بين تركيا وأذربيجان حتى نهاية عام 2030.
وفي العام الماضي (2023)، أبرمت الشركة التركية أيضًا اتفاقيات توريد أصغر حجمًا مع بلغاريا ورومانيا ومولودوفا.
وعن ذلك، يقول وزير الطاقة التركي، إن بلاده قادرة على تلبية "نصف" احتياجاتها من الغاز المسال بسهولة.
وبحسب بيرقدار، أصبحت تركيا قادرة على الحصول على غاز أكثر مما تحتاج إليه، وهو ما يفتح الباب لتصدير البقية إلى الخارج، وخاصة دول جنوب شرق أوروبا، بالإضافة إلى عمليات التصدير الجارية إلى بلغاريا والمجر ورومانيا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
